صباح و مسا ، شي ما بينتسا
استيقظت صباحاً على صوت ضحكاتهم الطفولية البريئة ، و بلهجتهم التي لم أستطع فهمها قط!
سعدتُ كثيراً ..
فليس من المألوف سماع صوت طفل عراقي يضحك و يلعب ..
أطللت عليهم من الشباك فطلبوا مني أن أنزل و أحضر الكلب معي ..
لقد أحبو كلبتي الجميلة كثيراً ، فلبيت طلبهم تحت وطأة إلحاحها ( الكلبة !)و رغبتها بالخروج ..
نزلت إليهم و لم أفهم إلا كلمة مرحبا و صباح الخير! ، و لكني كنت سعيداً جداً لأنهم كانو سعداء ..
ما لبثت أن اضمحلت سعادتي ، و اضطربت، شعرت بالاختناق عندما نظرت إلى عنق أحدهم ....
بصراحة روعني هذا المشهد و أحزنني ..
إننا نعيش واقعاً أليماً .... فلم نصحو من النكبة إلا عندما وقعنا في النكسة
أرهقنا الجوع و الفقر و تردي الأوضاع و تسلط المرسيدسات ..
فاجعنا الألم العراقي ، حاصرنا كثيراً لكننا اعتدنا عليه ... بصراحة يمكن تمسحنا !
اعتدنا هنا على أزمة فلسطين ، على رؤية خريطتها معلقةً على رقاب الفلسطينيين ..
فهنا تحمل الرقاب عادةً الصلبان أو المصاحف ، و ربما خريطة فلسطين أحياناً ..
لكننا لم نعتد قط على رؤية خريطة العراق معلقةً حول رقبة الأطفال ..
محزن هذا المشهد ، الدول العربية تتساقط الواحدة تلو الأخرى ..
و لا نعلم ما هي الخريطة القادمة التي ستعلق على الرقاب !!